شريف" وجد شيكاً لحامله بـ25 مليون جنيه فأثبت أنه «شريف» وأعاده ورفض المكافأة

وصلت الرحلة 602 القادمة من بيروت إلي مطار القاهرة في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، وقبل استعداد الطائرة للرحيل مرة أخري، عثر موظف أمن بشركة مصر للطيران علي شيك بمبلغ 5.4 مليون دولار «حوالي 25 مليون جنيه» لحامله أثناء تفتيش الطائرة، سارع بإرسال برقية إلي مطار بيروت أخبرهم فيها أن أحد الركاب فقد شيكاً بمبلغ كبير، وأبلغ الشركة وأرسل الشيك إلي خزينة المفقودات.
وفي اليوم التالي وصل صاحب الشيك إلي المطار، عرض عليه نسبة الـ10% وهي حقه القانوني في مبلغ الشيك الذي عثر عليه كمكافأة علي أمانته، لكن الموظف الأمين شريف محمود أحمد، رفض العرض وأكد أن أمانته هي العمل الذي يتقاضي عنه أجراً من الشركة.
ويقول شريف: المليون جنيه بالنسبة لي، مثل الجنيه الواحد، لهذا سارعت بإبلاغ المسؤولين وأرسلت البرقية لمطار بيروت، وأخبرتهم بجميع مواصفات الشيك، واتضح أن صاحب الشيك مدير بنك في دولة الإمارات، وبعد ذلك أرسلت الشيك إلي خزينة المفقودات حتي يأتي صاحبه وبمفرده في أول رحلة قادمة من بيروت.
وقد حصلت علي مكافأة 3 آلاف جنيه من رئيس مجلس إدارة الشركة، و5 آلاف جنيه من رئيس شركة الخطوط الجوية، وبعدها بشهرين رشحتني الشركة للتكريم في إحدي حفلات السياحة التي أقيمت بقاعة المؤتمرات باعتباري أحد المميزين بالشركة، وكان الاحتفال بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وذهبت بالفعل إلي الحفلة وتم تكريمي.
وأضاف قائلاً: إن طبيعة عملي تتطلب الأمانة قبل أي شيء آخر، لذلك لا أفكر لثانية واحدة عندما أتعرض لمثل هذه المواقف، لأن التفكير قد يجعلني أتردد، والموضوع ببساطة أنني وجدت شيئاً أيا كانت قيمته أو ثمنه، وقمت بإرجاعه لصاحبه، وقد تعرضت أنا وزملائي لهذه المواقف كثيراً، ولكن عندما وجدت هذا المبلغ الكبير، لاحظت نظرات الإعجاب والافتخار في عيون جميع الشخصيات التي أتعامل معها.
ويقول: إن المسألة تخضع في البداية والنهاية للتربية ونشأتي، فقد نشأت في عائلة متوسطة وكان والدي موظفاً في الشؤون القانونية ببنك مصر، ووالدتي ربة منزل، وكانت نشأتي رياضية، ولعبت كرة المياه في ناديي الأهلي والزمالك، وأدرب الآن في نادي الصيد، والحمد لله أصلي في كل وقت صلاة، ولدي زوجة متدينة تدفعني إلي الالتزام بتعاليم ديني،
ولدي أيضاً ثلاث بنات هن: مريم «10 سنوات» تحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، علي الرغم من أنها تدرس بمدارس لغات، وميار «6 سنوات»، وملك «سنة ونصف»، وقد تعودت منذ صغري علي فعل الخير، والأمانة، وأنا فخور جداً بما فعلت، لأن هذا أسلوب حياتي الذي تربيت عليه، لأن والدي علماني عدم أخذ شيء لا يخصني، وأن أي شيء أحصل عليه لابد أن يكون بمجهودي، وليس غريباً ما فعلت، خاصة أن مرتبي معقول، ويكفي للوفاء بالتزاماتي.
ويضيف: سعادة أسرتي - وفخرهم بي - عندما عرفوا بموضوع الشيك كانتعظيمة، فعندما قرأ والدي عن الموضوع في الصحف بكي، وقال للناس: «أنا عرفت أربي ابني»، ووالدتي أيضاً تفاخرت بي وقالت: «إن هذا من دعائي لك».