قرأت في طفولتي قصة جميلة عن مزارع هولندي يدعى فان
كلويفرت هاجر الى جنوب أفريقيا للبحث عن حياة أفضل .
وكان قد باع كل ما يملك في هولندا على أمل شراء أرض
أفريقية خصبة يحولها الى مزرعة ضخمة وبسبب جهله -
وصغر سنه - دفع كل ماله في أرض جدباء غير صالحة
للزراعة .. ليس هذا فحسب بل اكتشف أنها مليئة
بالعقارب والأفاعي والكوبرا القاذفة للسم .. وبينما هو
جالس يندب حظه خطرت بباله فكرة رائعة وغير متوقعة ..
لماذا لا ينسى مسألة الزراعة برمتها ويستفيد من كثرة
الأفاعي حوله لإنتاج مضادات السموم الطبيعية .. ولأن
الأفاعي موجودة في كل مكان - ولأن ما من أحد غيره متخصص
بهذا المجال - حقق نجاحا سريعا وخارقا بحيث تحولت
مزرعته (اليوم) الى أكبر منتج للقاحات السموم في
العالم !!
هذه القصة علمتني شخصيا كيفية قلب الحظ السيئ إلى حظ
جيد بمجرد تغيير الهدف وتشغيل الدماغ والتصالح مع
الواقع .. وهي قصة أهديها لكل عاطل ومحبط تواجد في
ظروف بائسة ووضع لم (يتخيل يوما) إمكانية تغييره ..
فأحلامنا المحطمة سرعان ما تتحول إلى بدايات مختلفة
وفرص غير متوقعة .. وما نكرهه اليوم سرعان ما يتحول
لمصلحتنا غدا حسب قاعدة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير
لكم .. ولو تأملت أحوال الناجحين في الحياة لوجدت أن
بداياتهم المتعثرة كانت نقطة انطلاقهم الحقيقية نحو
الثراء والشهرة (وليس أدل على هذا من أن معظمهم لم
يكملوا تعليمهم الجامعي) !!