النص الثانى
من مكارم الأخلاق
حديث شريف ( حفظ )
مقدمة :
الحديث الشريف هو ما روى عن النبى من قول أو فعل أو تقرير وهو المصدر الثانى للتشريع الإسلامى بعد القرآن الكريم والرسول قدوة فهو أفصح العرب وأقدرهم على القول وأصفاهم أسلوبا واعظمهم تأثيرا فى النفس ، تناولت أحاديثه شتى شئون الدين والدنيا كما نرى فى الحديث الآتى :
" عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله قال :
ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبداً بعفو الا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه "
معانى المفردات :
مكارم : محاسن (ج) مكرمة / الأخلاق : الصفات الحسنة (م) الخلق / ابى هريرة : من صحابة رسول الله وهو راوى الحديث / ما نقص : ما قل (×) ما زاد / مال : (ج) أموال / الصدقة : ما يعطى للفقراء تقربا لله (ج) الصدقات / ما زاد : ما فاض (×) ما قل / عبدا : الإنسان حرا أو رقيقا لأنه مربوب لله عز و جل (ج) عبيد و أعبد / عفوا : تسامحا ولينا و صفحا (×) تشدد وخصومة / عزا : ارفعة و إكراما (×) ذلا / تواضع : خضع و تذلل (×) تكبر / رفعه : أكرمة وأعلى منزلته.
الشرح :
يحثنا الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق على التحلي بمكارم الأخلاق و قد اشتمل الحديث على الترغيب في ثلاث خصال
حميدة هي :
1 – الصدقة : المقصود هنا الصدقة بصفة عامة سواء أكانت فرضا أو تطوعا و الصدقة تنمي المال و تحصنه و تزيده فالرازق هو الله و المعطي هو الله و يقول تعالى " و ما تنفقوا من شىء في سبيل الله يوف إليكم و أنت لا تظلمون " فيجب علينا ان نتصدق دائما .
2 – العفو : العفو صفة جميلة يتصف بها عباد الله يقول تعالى " و العافين عن الناس " فيجب أن يعفو بعضنا عن بعض حتى تستقيم حياتنا و العفو ليس مذلة للإنسان بل هو عزة له .
3 – التواضع : هو الانقياد لله و احترام الناس و رحمة الصغير و توقير الكبير و التواضع الخالص لله يكون سببا في رفعة صاحبه .
مواطن الجمال :
الحديث الشريف نموذج رائع للأدب الرفيع جاء مقنعا بأسلوب رائع فالألفاظ واضحة و المعاني مترابطة و العبارات محكمة .
1- ما نقص مال من صدقة / تعبير فيه ترغب على إخراج الصدقة – و هو أسلوب غرضه الحث على إخراج الصدقة – و كلمة " مال ، صدقة " : نكرات للعموم والشمول .
2- وما زاد الله عباد بعفوا إلا عزا / أسلوب مؤكد بالنفي "ما " و الاستثناء " إلا " – و هو تعبير جميل فيه دعوة الى التسامح – و كلمة "عبدا" : نكرة للعموم والشمول – و تقديم الجار و المجرور " بغفو " على كلمة " عزا " يفيد التوكيد و التخصيص – و كلمة "عزا" : نكرة للتعظيم .
3- وما تواضع أحد لله الا رفعه / أسلوب مؤكد بالنفي " ما " و الاستثناء " إلا " - و " تواضع " : فعل ماض يفيد التحقق والثبوت – و كلمة " أحد " نكرة للعموم
4- ما بين ( ما نقص – ما زاد ) /تضاد يبرز المعنى ويوضحه .
– و ما بين ( تواضع – رفعه ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه
منقول للأمانة
[b]