النص الثالث
فضل العلم والتعلم
للشاعر : مصطفى صادق الرفاعى
التعريف بالشاعر :
مصطفى صادق الرفاعى : ولد سنة 1880م فى قرية بهتيم بمحافظة القليوبية ، من أسرة سورية الاصل كان أبوه قاضيا شرعيا و أصيب الرافعي في صغره بمرض فى أذنيه انتهى به الى الصمم ولكن لم يمنعه ذلك عن مواصلة القراءة والتأليف حتى صار واحدا من اشهر كتاب وشعراء مصر ، وله مؤلفات كثيرة منها ( تاريخ الأدب العربي – إعجاز القرآن – وحى القلم ) وتوفى عام 1937م .
************************
النص :
1- إن المعارف للــمعالى سـلـم وأولو المعارف يجهدون لينعموا
2- والعلم زينة أهلة بين الورى سيان فيه أخـو الـغـنـى والـمعدم
3- فالشمس تطلع نهار مـشرق والـبـدر لا يـخـيـفه لـيـل مـظـلـم
معانى المفردات :
المعارف : العلوم (م) المعرفة (×)الجهل / المعالى : المنازل السامية والرفيعة (×)المعلاة (م)الحقارة و الدناءة / سلم : ما يصعد عليه (ج) سلالم / أولو : أصحاب (م) ذو / يجهدون : يتعبون (×)يتكاسلون / ينعموا : يسعدوا ( × ) يشقوا / زينة : ما يتزين به (ج) زينات / أهله : المراد : أصحابه / الورى : الخلق أو الناس / سيان : (م) سي و هو المثل و النظير (ج)أسواء / أخو الغنى : المراد : الغني (×) الفقير / المعدم : الفقير (×) الغني / تطلع : تشرق وتسطع (×) تغيب / النهار : ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس (ج) أنهر / مشرق : مضىء أو منير (×) مظلم / البدر : القمر ليلة كماله (ج) أبدار و بدور / يخفيه : يستره و يمنعه من الظهور (×) يظهره
الشرح :
يخبرنا الشاعر أن العلم هو وسيلة تقدم الإنسان و رقيه و وصوله إلى أعلى الدرجات و أصحاب العلم يجتهدون في طلبه كي يعيشوا في نعيم دائم .
و العلم النافع يعتبر زينة صاحبه و يعلي مكانته بين الناس جميعا و العلم ليس مقصورا على الأغنياء فقط بل هو متاح للناس جميعا أغنياء أو فقراء .
و العلماء مثل الشمس و القمر لأنهما ينيرون الدنيا بنور العلم فالشمس تنير الكون نهارا و القمر يبدد ظلمة الكون ليلا .
مواطن الجمال :
1- إن المعارف للمعالى سلم/ أسلوب مؤكد بإن و تقديم الجار و المجرور ( للمعالي ) على خبر إن ( سلم ) يفيد التخصيص و التوكيد
2- المعارف للمعالى سلم / تصوير جميل يصور المعارف بالسلم الذى يوصل للمجد والرفعة . و كلمة " المعالي " تدل على الشرف و علو المكانة .
3- يجهدون / فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار .
4- لينعموا / تعليل لما قبلها و هو فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار و هو تعبير يوضح أثر العلم عليهم.
5- تكرار المعارف / يفيد التوكيد .
6- والعلم زينة أهله / تصوير العلم بالزينة التي يتزين بها الانسان .
و كلمة " الورى " تفيد العموم و الشمول .
7- سيان فيه أخو الغنى والمعدم / تعبير يوحى بالمساواة بين الغنى والفقير وأثر العلم عليهما – و ( أخوالغنى – المعدم ) بينهما تضاد يبرز المعنى ويوضحه .
8- فالشمس تطلع فى نهار مشرق / تصوير للعلماء بالشمس الساطعة ، و هذا البيت تعليل لما قبله و " تطلع " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار و و صف " النهار " بالمشرق يدل على جماله و حسنه .
9- والبدر لايخفيه ليل مظلم / تصوير للعلماء بالبدر المنير ليلا - و " يخيفه " فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار و كلمة " مظلم " : نكرة تفيد التحقير – و وصف " الليل " بمظلم ليؤكد شدة ظلامه - و بين شطري البيت مقابلة تبرز المعنى و تقويه .
************************
النص :
3- وأخو العلا يسعى فيدرك ما ابتغى وسـواه مـن أيـامــه يـتـظـلـم
4- والخـامـلون إذا غــدوت تـلـومـهـم حسبوك فى أسماعهم تترنم
5- فى الـنـاس أحـيـاء كأموات الوغى وخز الأسنة فـيـهـم لا يـؤلـم
معانى المفردات :
أخو العلا : المراد : طالب العلم صاحب الهمة العالية / العلا : الرفعة و الشرف (×) الحقارة و الخسة / يسعى : يعمل و يجتهد (×) يكسل / يدرك : يفهم / ابتغى : أراد / سواه : غيره (ج) أسواء / يتظلم : يشتكى (×) يرضى / الخاملون : الكسالى (م) الخامل (×) النشيطون / غدوت : أصبحت / تلومهم : تعاتبهم و توبخهم (خ) تمدحهم و تثني عليهم / حسبوك : ظنوك / أسماعهم : آذانهم (م) سمع / تترنم : تتغنى (×) تنوح و تبكي / أحياء : (م) حى (×) أموات
/ الوغى : الحرب(ج) أوغية و أوغياء / وخز : طعن / الأسنة : الرماح (م) السنان / يؤلم : يوجع .
الشرح :
ثم يبدأ الشاعر في المقارنة بين صنفين من الناس :
الصنف الأول : هم أصحاب الهمة العالية و العزيمة القوية و هؤلاء الناس يسعون إلى المجد و يبذلون ما في وسعهم للحصول عليه فينالون ما يطلبون .
أما الصنف الثاني : هم الذين يديمون الشكوى من الزمن و من سوء الحال أولئك هم الخاملون الكسالى الذين إذا وبختهم و لمتهم على كسلهم حسبوك حسبوك تتغنى لهم و يتلذذون بما يسمعون.
هؤلاء الخاملون يعيشون بين الناس أحياء و لكنهم في الحقيقة أموات لا يؤثرون و لا يتأثرون فهم مثل قتلى الحروب لا يتأثرون بطعن الرماح و لا بضرب السيوف.
مواطن الجمال :
1- وأخو العلا يسعى فيدرك ما ابتغى / أخو العلا : تعبير يدل على علو مكانة طالب العلم لشرف مقصده - و " يسعى " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار - و " فيدرك " : نتيجة لما قبله - و " أخو العلا يسعى " : تعبير يوحى بالسعى والاجتهاد –" ما ابتغى " : " ما "اسم موصول يفيد العموم والشمول .
2- وسواه من أيامه يتظلم / تصوير جميل حيث صور الأيام كأنها أشخاص يتظلم منها – و بين هذا الشطر و الشطر الأول مقابلة تبرز المعنى و توضحه و تقويه – و " يتظلم " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار – و " أيامه " جمع يفيد الكثرة – و البيت كله يبين الفرق بين من يعرف قيمة العلم وبين من يجهلها .
3- والخاملون إذا غدوت تلومهم / هذا البيت يدل على جهل و حمق الخاملين فهم يتلذذون بما يسمعون من لوم و توبيخ - و استخدام أداة الشرط " إذا " تفيد التحقق و التوكيد – " تلومهم " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار .
4- حسبوك فى أسماعهم تترنم / نتيجة لما قبلها – و هو تعبير يدل على عدم المبالاة – و " تترنم " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار– ( تلومهم – تترنم ) : بينهما تضاد يبرز المعنى ويوضحة .
5- فى الناس أحياء كأموات الوغى / تصوير جميل حيث صور الخاملين الذين لا يتأثرون بشىء بقتلى الحروب الذين لا يتأثرون بطعن الرماح و لا بضرب السيوف و الصفة المشتركة بينهما أن كلاهما فقد الإحساس - و تقديم الجار والمجرور ( فى الناس ) على المبتدأ ( أحياء ) يفيد التخصيص والتوكيد – " أحياء " : جمع للكثرة ونكرة للتعظيم – ( أحياء – أموات ) : بينهما تضاد يبرز المعنى ويوضحه
6- وخز الأسنة فيهم لا يؤلم / تعبير يدل على عدم تأثرهم بأى لوم – الأسنة : جمع يوحى بالكثرة ( أى كثرة اللائمين ) – " يؤلم " : فعل مضارع يفيد التجدد والاستمرار – علاقة هذا الشطر بما قبله : توضيح – و قوله " لايؤلم " بعد قوله " أموات لتأكيد عدم تأثرهم بشىء .
************************
النص :
7- فاصدم جهالتهم بعملك إنما صدم الجهالة بالمعارف أحزم
8- واخدم بلادا أنت من أبنائها إن الــبــلاد بــأهـــلـهــا تـتـقدم
معانى المفردات :
فاصدم : قابل وواجه / جهالة : عدم المعرفة (×) معرفة / صدم : مقابلة قوية / أحزم : أنفع وأقوى وأشد / اخدم : انفع / أهلها : سكانها (ج) أهال و أهلون / تتقدم : ترقى (×) تتخلف وتتأخر.
الشرح :
يرشدنا الشاعر في هذا البيت إلى كيفية التعامل مع هؤلاء الجهلة فيقول : إننا لا بد أن نواجه جهالتهم بالعلم لأن العلم هو أفضل الوسائل في مواجهة الجهل و أكثرها نفعا .
و في النهاية يطاب منا الشاعر أن نخدم وطننا بكل ما نملك لأن الأوطان لا تتقدم إلا بسواعد أبنائها و إخلاصهم في العمل .
مواطن الجمال :
1- فاصدم جهالتهم بعلمك / أسلوب أمر الغرض منه الحث والنصح والإرشاد – و فيه تصوير للجهالة بشئ مادى يصدم و تصوير العلم بالأداة التي نواجهه بها – و بين ( جهالة – علمك ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه .
2- إنما صدم الجهالة بالمعارف أحزم / أسلوب مؤكد " بإنما " يفيد التوكيد والتخصيص – و بين ( الجهالة والمعارف ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه – و كلمة " أحزم " على وزن " أفعل " أسلوب تفضيل يفيد الكثرة و الاستمرار .
3- واخدم بلادا أنت من أبنائها / أسلوب أمر الغرض منه الحث والنصح والإرشاد – و " بلادا " : نكرة تفيد التعظيم و العموم – " أنت من أبنائها " : تصوير جميل للبلاد بأم ولها أبناء - و استخدام ضمير المخاطب " أنت " لاستحضار الصورة .
4- إن البلاد بأهلها تتقدم / تعليل لما قبلها - و هو أسلوب مؤكد بإن– و تقديم الجار و المجرور " بأهلها " على الفعل " تتقدم " يفيد التوكيد والتخصيص .
منقول