سليمان والحمامة

النص الخامس
سليمان والحمامة
للشاعر / أحمد شوقى
التعريف بالشاعر :
هو أمير الشعراء ( أحمد شوقى ) ولد بالقاهرة سنة 1870م تعلم فى المدارس الحكومية و التحق بمدرسة الحقوق ، وسافر إلى باريس لدراسة الحقوق ، وقد نفى إلى أسبانيا وقد كتب الشعر المسرحى ومن أشهر مسرحياته ( مسرحية مجنون ليلي – مصرع كيلوباترا – عنترة – على بك الكبير – وغيرها ) توفى سنه 1932م .
النص :
منزلة الحمامة عند سليمان
1- كان ابن داوود يقرب من مجالسه حـمـامـه
2- خدمته عمرا مثلــــما قد شاء صدقا واستقامه
3- فمضت إلى عمالــــه يوما تبــلغــــهم سلامه
4- والكتب تحت جناحها كتبت لها فيهـا الكرامه
معانى المفردات :
ابن داوود :- سيدنا سليمان بن داوود – عليهما السلام – وقد ورث عن والده العلم والنبوة ومنحه الله لغة الطير والحيوان وسخر له الجن والريح والجبال / يقرب : يدنى (×) يبعد / مجالسه : (م) مجلس وهو مكان الاجتماع / خدمته : قامت على حاجته / عمراً : زمناً طويلاً (ج) أعمار / شاء : أراد (×) رفض / صدقاً (×) كذبا المراد : إخلاصاً / استقامة : اعتدال (×) انحراف / مضت : انطلقت وذهبت / عماله : من يعملون لديه (م) عامل/ تبلغهم : تنقل إليهم / سلامه : تحيته / الكتب : المراد : الرسائل (م) الكتاب / الكرامة : المراد : المكانة الرفيعة و والعظمة .

الشرح :
كان سيدنا سليمان عليه السلام يقرب من مجلسه حمامه كانت لها مكانة عظيمة عنده لأن هذه الحمامة خدمته زمنا طويلا بكل جد و استقامة و في يوم من الأيام بعثها برسائل تحية و سلام لعماله و هذه الرسائل أيضا كان فيها تكريما للحمامة .
مواطن الجمال :
1- يقرب فى مجالسه حمامة :- تعبير جميل يوحى بمكانه الحمامة العظيمة عند سيدنا سليمان .
2- خدمته عمراً :- كلمة " عمرا "ً توحى بطول مدة خدمة الحمامة لسيدنا سليمان عليه السلام و إخلاصها في عملها .
* "عمرا "ً نكرة تفيد التعظيم .
3- قد شاء :- أسلوب مؤكد بقد .
4- صدقاً واستقامة :- نكرتان للتعظيم ، والواو حرف عطف يفيد التنوع والتوكيد ، و هو تعبير جميل يدل على إخلاصها الشديد و اتصافها بصفات نبيلة.
5- فمضت إلى عماله :- الفاء للسرعة ، و هو تعبير يدل على طاعة الحمامة لسيدنا سليمان .
7- تبلغهم سلامه :- تصوير للحمامة بإنسان يستطيع التحدث والتبليغ .
8- والكتب تحت جناحها :- تعبير يوحى بالحرص الشديد على الرسائل .
9- كتبت لها الكرامة :- تصوير للكرامة بشئ مادى يكتب ، و تقديم شبه الجملة " لها " على " الكرامة " يفيد التخصيص و التوكيد ، و هو تعبير يدل على ثقة سليمان في الحمامة .

الفكرة الثانية : سوء خلق من الحمامة
5- فأرادت الحمقاء تعرف من رسائــلـــه مــــرامه
6- عمدت لأولها وكــــان إلى خلــيـفــته ( برامه )
7- فرأته يأمر فيه عاملــه بـــتــــاج للــــحــمـــامه
8- ويقول وفوها الرعايـة فى الرحيل وفى الإقامه

معانى المفردات :
أرادت : شاءت / الحمقاء : التي قل عقلها (ج)حمق و حمقاوات (×) العاقلة / تعرف : تكشف وتعلم (×) تجهل / رسائله : (م) رسالة / مرامه : هدفه ومقصده / عمدت : قصدت (×) صادفت / خليفته : حاكمه (ج) خلفاء/ يأمر : يكلف (×) ينهى / تاج : هو ما يوضع على رأس بهدف الزينة (ج) تيجان / وفوها : أعطوها بكفاية (×) اسلبوها و احرموها / الرعاية : الأهتمام (×) الأهمال/ الرحيل : السفر (×) الإقامة / الإقامة : البقاء (×) الرحيل .
الشرح
و أرادت هذه الحمامة بحمق و قلة عقل أن تعرف المكتوب في الرسائل الثلاث ففتحت الرسالة الأولى - عن عمد و قصد – فوجدت فيها وصية من سيدنا سليمان إلى أحد عماله بأن يمنح الحمامة تاجا تكريما لها و أن تنال الرعاية في السفر و في الإقامة .

مواطن الجمال :
1- فأرادت الحمقاء :- تعبير يوحى بسوء الخلق و قلة العقل ، و فيه تصوير للحمامة بفتاة حمقاء .
2- عمدت لأولها :- تعبير يدل على العمد و القصد و فيه تصوير للرسالة الأولى بمكان تقصده .
3- فرأته يأمر فيه عامله بتاج للحمامة :-
- الفاء تفيد السرعة . و هو نتيجة لما قبله .
- و هو تعبير يوحى بتكريم سليمان للحمامة
- و تقديم شبه الجملة ( فيه ) على ( عامله ) تفيد التوكيد والتخصيص .
- ( تاج للحمامة ) تصوير للحمامة بإنسان يلبس تاجا و هو تعبير يدل على تكريم سيدنا سليمان لها و تنكير كلمة " تاج " للتعظيم .
4 - " ويقول و فوها الرعاية "
* وفوها : أسلوب أمر الغرض منه الحث والنصح والإرشاد .
* و فيه تصوير الرعاية بشئ مادى يستوفى .
5- فى الرحيل وفى الإقامة :-
* ( الرحيل – الأقامة ) بينهما تضاد يبرز المعنى ويوضحه .
* تكرار حرف الجر يفيد التوكيد ، حرف العطف يفيد التنويع .

الفكرة الثالثة : تحسر وندم
9- ويشير فى الـثانـى بأن تعطى رياضا فى تهامه
10- وأتــت لثالثها ولـــم تستحى أن فضت ختامه
11- فرأته يأمر أن تكون لها على الطير الزعامه
12- فبكت لذلك تــــنـدما هيهات لا تجدى الندامه
معانى الكلمات :
يشير : يأمر والمراد يوضح ويبين / تعطى: تمنح (×) تحرم وتمنع / رياضا : البساتين (م) روضة / تهامة : هى أرض منخفضة بين ساحل البحر وسلسلة الجبال فى الحجاز واليمن (ج) تهائم / تستحى : تخجل / فضت : فكت و كسرت (×) أغلقت / ختامه : ما يختم به / الزعامة : القيادة و الرياسة / بكت (×) فرحت وسعدت / ذاك : أسم إشارة للبعيد / تندماً : تحسراً/ هيهات : اسم فعل ماضى بمعنى بُعداً / لا تجدى : لا تنفع / الندامة : الحسرة (×) الفرحة .
الشرح
و في الرسالة الثانية يشير سيدنا سليمان أن تعطى الحمامة بساتين و حدائق في تهامة .
و أما الرسالة الثالثة فقد فتحتها أيضا و لم تستحي من ذلك و كان مضمون الرسالة الثالثة أن سيدنا سليمان يأمر أن تكون لها الزعامة على باقي الطيور و قد أضاعت الحمامة كل هذا التكريم لأنها فتحت الرسائل و قرأتها دون إذن . لذلك و بعد أن عرفت الحمامة مضمون الرسائل الثلاثة بدأت تبكي ندما على ما فعلت و تحسرا على ما ضاع منها و لكن البكاء و الندم لا ينفعان و لا يرجعان ما ذهب .
مواطن الجمال :
1- بأن تعطى رياضا فى تهامة :-
* تصوير للحمامة بإنسان يعطى ويوهب .

* و هو تعبير يدل على تقدير سيدنا سليمان للحمامه .
* تعطى : فعل مبنى للمجهول للعلم بالفاعل و هو سيدنا سليمان .
* رياضا : نكرة تفيد التعظيم .
2- وأتت لثالثها ولم تستحى أن فضت ختامه :-
* تعبير يدل على استغراقها فى الخيانة و شدة حماقتها .
* تصوير للرسالة الثالثة بمكان تأتيه الحمامة .
3- فرأته يأمر أن يكون :- نتيجة لما قبلها والفاء تفيد السرعة .
4- أن تكون لها على الطير الزعامة :-
* تعبير يدل على تقدير سيدنا سليمان للحمامة و تكريمه لها . و تقديم الجار و المجرور " لها " على اسم كان " الزعامة " يفيد التخصيص و التوكيد .
5- فبكت :- نتيجة لما قبلها .
* و فيه تصوير للحمامة بإنسان يبكى من الندم .
6- فبكت لذاك تندماً :- تعبير يفيد الندم التحسر . و الفاء تفيد السرعة .
* لذاك : إشارة للبعيد تفيد استحضار الصورة .
* تندما : نكرة تفيد التهويل . و هي تعليل لما قبلها .
7- هيهات لا تجدى الندامة :- تعبير يدل على استحالة عودة ما فات من اشياء و فيه إشارة لأهمية التروي قبل أي شىء .