الكولستيرول عدوّك الصامت... حاربه!
تُشير الحقائق الطبية إلى أن خطورة احتمالات الإصابة بمرض شرايين القلب أو الذبحة القلبية ترتفع كلما ارتفعت نسبة الكولسترول في الدم.
تتجه الجهود الطبية نحو أمرين في ما يخص علاقة الكولستيرول بأمراض القلب:
- فهم تلك العلاقة، وبالذات تأثيرات ارتفاع أو انخفاض أنواع الكولستيرول المختلفة والدهون الثلاثية.
- إيجاد الوسائل الأفضل لمعالجة تلك الاضطرابات في الكولسترول، الدوائي منها والغذائي، بالإضافة إلى أسلوب العيش.
الكولستيرول مادة شمعية صفراء، وعلى رغم أنها شبيهة بالدهون في الهيئة، إلاّ أنها تختلف في التركيب الكيماوي عن سائر الدهون والزيوت المعروفة. ويحتاجها الجسم في أربعة أمور أساسية:
- بناء جدران قوية ومتماسكة لخلايا الجسم لتحميها وتحفظ مكوّناتها الداخلية.
- إنتاج بعض الهرمونات الأساسية، كالهرمونات الجنسية لدى الذكور والإناث، وهرمون فيتامين D.
- تشكيل أجزاء من تراكيب خلايا الجهاز العصبي.
- يستخدم الكبد الكولستيرول لإنتاج أحماض المرارة التي يُفرزها في عصارات المرارة، لتسهيل عملية امتصاص الدهون والفيتامينات الدهنية.
يؤدي ارتفاع الكميات الفائضة من الكولستيرول في الدم الى ترسّبها ضمن طبقات جدران الشرايين. مع استمرار ارتفاع تلك النسبة، وبفعل عوامل متعددة، كالتدخين وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وتدنّي النشاط البدني اليومي والوراثة، يزداد بشكل أكبر ترسّب الكولستيرول في جدران الشرايين. وهو يُؤدي إلى أمرين:
- تشكيل كتل من الكولستيرول في جدار الشريان، تعمل على تضييق مجرى الدم عبر الشريان، ويقل بالتالي تدفق الدم إلى الأعضاء التي تستمد الغذاء والأوكسيجين منه.
- فقدان جدار الشريان مرونته الطبيعية التي تسمح له بالتوسع والتمدد، ما يؤدي الى نقص في تزويد الأعضاء حاجتها الى الدم. وهكذا نصاب بتصلّب الشرايين.
تحليل الدم
من الضروري إجراء تحليل للكولستيرول في الدم لسببين مهمين:
- 1 لا يؤدي ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم إلى ألم في أي منطقة من الجسم، بل هو حالة مرضية خطيرة، تتسبب بأذى للشرايين من دون إثارة الانتباه.
-2 خفض نسبة الكولستيرول في الدم يُؤدي إلى تقليل احتمالات خطورة الإصابة بجلطة دماغية أو نوبة قلبية والإصابة بالذبحة الصدرية، أو أمراض الشرايين الطرفية.
تكرار
ينصح الأطباء بالخضوع لفحوصات تحدّد نسبة الكولستيرول في الدم مرة كل خمس سنوات، خصوصاً في حالات:
- ظهور نتائج مرتفعة عن الحد الطبيعي أو في أعلى درجات النطاق الطبيعي، في تحليل الكولستيرول السابق.
- إذا كنت تتناول أدوية لخفض نسبة الكولستيرول.
- الإصابة بمرض شرايين القلب أو بمرض السكري.
- المعاناة من سمنة أو خمول في نشاط ممارسة الرياضة البدنية، أو الإكثار من تناول الشحوم واللحوم الحيوانية.
التحضير
تُعطي نتيجة تحليل الكولستيرول نسبة أربعة عناصر، هي:
- Total cholesterol : الكولسترول الكلي، أي كمية الكولستيرول في الدم.
- LDL الكولستيرول الخفيف : الضار، لأنه يتجه الى جدران الشرايين كي يترسب فيها ويتراكم.
- HDL الكولستيرول الثقيل: الحميد، لأنه يخرج من جدران الشرايين ويتجه إلى الكبد كي يتخلص منه ويُخرجه من الجسم.
- Triglycerides: الدهون الثلاثية، الشحوم الدهنية التي تتراكم في الشرايين مع الكولستيرول، وارتفاعها مضرّ بالصحة.
يكتفي بعض المختبرات أحياناً بإجراء تحليل لكمية الكولستيرول الكليّة والكولستيرول الثقيل. وفي حال وجد اضطراباً فيهما، يقوم بإجراء سائر التحاليل. أما التحضير لهذا التحليل فيتم عبر الكف عن تناول الطعام والسوائل باستثناء الماء لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 ساعة.
يُجرى التحليل عبر أخذ عيّنة من دم الوريد وبضعة مليلترات من دم أحد أوردة الساعد.
قم بهذا التحليل عندما تكون بصحة جيدة، أي عندما لا تكون مُصاباً بأحد الأمراض العارضة، كنزلات البرد أو الالتهابات، أو إذا كنت تمرّ بحالات شديدة من التوتر النفسي.
يذكر أن ارتفاع نسبة الكولستيرول خلال فترة الحمل أمر طبيعي، لذا على الحامل إجراء التحليل بعد ستة أسابيع من الولادة.
شرايين القلب التاجيّة
في القلب ثلاثة شرايين تاجية رئيسة تعمل على ضمان تدفق كميات كافية من الدم إلى جدران حجرات القلب الأربع العضلية، وتزويد أجزاء عضلة القلب بالأوكسيجين وبالمواد الغذائية اللازمة. وعندما يترسب الكولستيرول في أحد شرايين القلب التاجية، تكون النتيجة كما يلي:
- يتدنى تدفّق الدم إلى أحد أجزاء عضلة القلب، وبالتالي ينخفض تزويدها بالأوكسيجين، ما يُؤدي إلى احتمال ظهور آلام الذبحة الصدرية عند بذل المجهود البدني.
- أو التوقف التام لتدفق الدم إلى أجزاء من عضلة القلب، ما يُؤدي إلى حصول جلطة النوبة القلبية.
لذلك، حينما تتصلّب أحد الشرايين المغذية للقلب، أي «الشرايين التاجية»، يقلّ تدفق الدم إلى أجزاء عضلة القلب التي يُغذيها ذلك الشريان المريض، ما يؤدي الى ظهور عوارض الذبحة الصدرية مثل ألم ضاغط في الصدر أو في العضد الأيسر، عند بذل مجهود بدني أو كثرة التفاعل العاطفي النفسي. تأتي هذه الألام على درجات مختلفة بحسب درجة مستوى الضيق والتصلب في أحد تلك الشرايين التاجية المغذية للقلب.
حينما يعتري التصلب والضيق أحد شرايين الأطراف السفلى، يشعر المريض بألم في عضلات خلفية الساق، عند الجري السريع. وعندما يضيق أحد شرايين الأمعاء، يشكو المريض من ألم بُعيد تناول وجبة الطعام. ويُؤدي ضيق أحد الشرايين المُغذية للكلى إلى تدني مؤشرات تحليل وظائف الكلى، وإلى ارتفاع ضغط الدم.