نزيه رزق.. مصور عالمي تحدي فقد البصر
كتب تريزا كمال
مائة معرض بين إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر ودول أخري، هي حصيلة المصور الفوتوغرافي العالمي نزيه جرجس رزق، وهو أول مصري كفيف استطاع أن يتحدي إعاقته ويستغل ثروته من الحواس الأخري، ويخلق لنفسه حالة فريدة تثير دهشة وإعجاب كل من يطلع علي فنه.
ولد «رزق» في فبراير 1960 في قرية الزابي بمركز القوصية بمحافظة أسيوط، وفقد بصره في أكتوبر 1976 وهو في الثانوية العامة، وأجريت له 10 عمليات في مصر ولندن وفشلت كلها، فكان عليه أن يواجه حياته كفيفًا، واتجه للدراسة بأسلوب المكفوفين وحصل علي الثانوية العامة، ثم علي ليسانس الآداب قسم الاجتماع 1985، والماجستير في علم الاجتماع واستقر في ولاية نبراسكا في أمريكا بعد زواجه من سيدة مصرية.
المفاجأة التي غيرت مسار حياته كانت عندما أهداه أحد أصدقائه كاميرا تصوير فوتوغرافي، ولم يعلم هذا الصديق أن «رزق» أصيب بالعمي نهائيا، وفي الوقت نفسه لم يكن رزق يعلم أي شيء عن الكاميرات أو عن عالم التصوير من قبل فدفعه ذلك لمعرفة الكثير من المعلومات عن فن التصوير والكاميرا، ويعد رزق أول مصور فاقد للبصر في العالم، فقد حاز بعد ذلك شهرة دولية كبيرة وتقديرا عالميا لابتكاره ما يسمي التصوير بالحواس وهو أمر غير مسبوق أخذ عنه درجة الدكتوراه من أمريكا عام 2001.
وتعتمد تلك النظرية علي استخدام حواس الإنسان وتدريبها علي الإبداع، وعند التقاط الصورة يكون مع «رزق» شخص آخر ليصف له المكان وكل الزوايا والمناظر من حوله، وبعدها يختار الزاوية التي يلتقط منها الصورة حسب التصور الخيالي الذي يضعه للمنظر، وقد يستغرق ذلك الكثير من الوقت، فالمنظر الواحد قد يأخذ أيامًا وأحيانًا شهورًا.
وقال رزق: كل صورة تعتمد علي حاسة أو أكثر، فهناك صورة تعتمد علي السمع فقط، وهناك صورة تعتمد علي الإحساس بالحرارة والجو وغيرها وبعد كل صورة أسجل ملاحظاتي علي اللقطة وأحاول تطبيقها علي خيالي السابق للمنظر، وأبحث عن التوافق بينهما، لأعرف عيب الصورة.
ومن إبداعات «رزق» صور رائعة لجبال البحر الأحمر، تمثال الحرية، نيل القاهرة، بوابة بروكلين، البرلمان الإنجليزي، شلالات نياجرا، وحصل علي جوائز عالمية منها ميدالية كنيدي، والميدالية الفضية لمركز كنائس الشرق الأوسط ودرع الأهرام، بالإضافة إلي إصدار عمدة ولاية نبراسكا قرارًا بأن يكون يوم 7 أبريل من كل عام هو يوم احتفال الولاية بهذا الفنان.