دور الرازى
من الاطباء المسلمين الذين أثرت أعمالهم تأثيرا بالغا على الفكر الأوربى العلمى الرازى الذى كان كتابه الحاوى من أعظم كتب الطب حتى نهاية العصور المتوسطة وترجم يطبع باستمرار حتى وجد منه فى منتصف القرن السادس عشر خمس طبعات مختلفة لذلك كان تأثيره على الطب الاوربى كبير للغاية وينظر الأربيون الى الرازى كونه أبا الطب السريرى فى العصور الوسطى وما زال الغرب يعترف بفضله الكبير فى الطب حيث اطلقت جامعة بريستون الأمريكية اسمه على أحد أفخم أجنحتها تقديرا له أما كتاب الطب المنصورى فهو أصغر من " الحاوى" ولكنه ذو قيمة كبيرة وترجم عدة مرات الى اللاتينية وجاءت أولى طبعاته عام 1481 ثم ترجم كتاب "الفصول" فى الطب للرازى فى عام 1489 كما ترجم له العديد من الاعمال الاخرى الى اللاتينية والعبرية والفرنسية ككتاب " الأقرباذين " وكتاب " سر الأسرار" والكثير من الأبحاث ومقالاته المنفردة
دور ابن سينا
ومن الأطباء الذين أثروا تأثيرا عميقا على الطب فى العالم أجمع ابن سينا الذى كان مما ألفه كتاب " القانون فى الطب" والذى يعتبر جامعا للمعلومات الطبية فى ذلك العصر وترجم " القانون " فى القرن الثانى عشر الى اللاتينية . ومن شدة الطلب على هذا الكتاب تتابعت طبعاته فى العديد من المدن الايطالية والاوربية وحازة شهرة واسعة وليس أدل على ذلك مثل احتفاظ جامعة باريس بصورتين كبيرتين فى احدى قاعاتها الكبرى لابن سينا والرازى حتى اليوم .
أما أبو القاسم الزهاوى فعرف عند اللاتيين باسم أبولكسيس ومن أهم كتبه التصريف لمن عجز عن التأليف " وهو كتاب ضخم يحتوى على 30 كتابا وصدرت الترجمة الاولى له عام 1519 ويعتبر هذا العمل الضخم من أهم ما وضع فى اصول فن الجراحة بأوربا .
أما ابن الجزار العربى الذى كتب " زاد المسافر " وكان معروفا بين أطباء القرون الوسطى لأنه يحوى معلومات جيدة جدا عن الامراض الباطنة .
رعاية صحية
وخطا العرب خطوات واسعة فى استعمال العقاقير للتداوى فهم أول من أنشأ حوانيت . خاصة لبيع الادوية واقدم من أسس مدرسة للصيدلة بل هم أول من وضع كتب الادوية " الأقرباذين" كما ألفوا العديد من الرسائل فى الصيدلة كان من أولها ما وضعه جابر بن حيان أبو الكمياء المشهور الذى نبغ حوالى عام 776 .
وأول مستشفى عام تم انشاؤه فى الدولة الاسلامية كان على يد الخليفة الاموى الوليد بن الملك بمدينة دمشق عام 706م وزوده بالطعام والادوية والملابس وعمره بالأطباء والصيادلة ثم أنشأها هارون الرشيد البيمارستان الكبير الذى كان أول مستشفى فى بغداد مطلع القرن التاسع ولم يمر على ذلك الكثير من الوقت حتى ظهرت فى العالم الاسلامى مستشفيات أخرى بلغ عددها أربعة وثلاثين مستشفى منها أول مستشفى فى القاهرة الذى أنشأ ابن طولون نحو سنة 872م .
علم التغذية
لقد اهتم الاطباء المسلمون بظاهرة اتزان المركبات الكميائية فى جسم الانسان لذا نرى جابر بن حيان يحاول أن ينصح العامة بالحفاظ على صحتهم من خلال تعادل المواد الغذائية فى الوجبات اليومية حتى يتمكنوا من تحصين أنفسهم ضد الأمراض الفتاكة والحصول على عمر اطول .
كما قام أبو العلاء بن زهر والذى ولد فى أشبيليه سنة 486هـ بدراسة مفصلة عن مرض السرطان فى المعدة والبلعوم " ولا تزال ابحاثه هذه مثيرة للدهشة حتى وقتنا الحالى حيث طور طريقة التغذية عن طريق الحقن الشرجية وهو أول من اكتشف اخراج البلعوم والتهاب الناسور وتكلم عن البواسير بشكل مفصل .
وكان أبو الحسن الطبرى الذى ألف كتابه الشهير " فردوس الحكمة " أول من ذكر أن السل هو مرض ينتقل بالعدوى وأنه لا يصيب الرئتين فقط بل الأعضاء الأخرى .
طب العيون
ويعتبر طب العيون من ابتداع المسلمين فقد بلغ هذا العلم ذروته بجهودهم وظلت أبحاثهم فيه الحجر الاساس له خلال عصور طويلة واستمرت مؤلفاتهم فى ذلك تدرس فى أوربا باعتبارها الكلمة الأخيرة فى معظم جامعات الطب الأوربية كما كانت له اكتشافات عظيمة الشأن فى هذا المجال فشرحوا عيون الحيوان تشريحا فسيولوجيا وعرفوا السبب فى حركة مقلة العين وتم ترجمة كتاب بن زهر المسمى المجريات فى الطب الى اللاتينية الى عنوان أما ابن الهيثم فقد شرح فى مقالته الشهيرة " جوهر البصل وكيفية وقوع الابصار " وثبت نظرية الابصار ونفى الاراء الضعيفة وبقيت نظريته مأخوذا بها حتى جاء كبلر 1571 – 1630 م الذى أضاف اليها بعض المعلومات المتممة ، وفى مجالات طب العيون كانت مؤلفات الكحال على بن عيسى البغدادى .
من الاعمال العظيمة فى طب العيون وبقيت أعماله مترجمة مرجعا رئيسيا فى طب العيون حتى القرن الثامن عشر ، كذلك لعبت ترجمات الطبيب عمار الموصلى دورا مميزا فى طب العيون بشكل عام .
أمراض القلب
ومن أشهر من ألف فى ذلك المجال بن النفيس واكتشف لأول مرة الدورة الدموية الصغرى فأشار الى أن" حركة الدم ليست حركة مد وجزر كما كان سابقا وانما اتجاه الدم ثابت ، يمر فى تجويف القلب الأيمن الى الرئة حيث يخالط الهواء ثم يعود من الرئة عن طريق الوريد الرئوى الى التجويف الأيسر من القلب .
الطب الجراحى : الاطباء المسلمون هم أول من أرسى قواعد الطب الجراحى وجعلوا له اصولا وقواعد ثابتة وكانت مدارس الأندلس الطبية هى الوحيدة فى أوربا والتى تخرج أطباء مؤلين للجراحة فى خياطة الجروح . وكان الأطباء المسلمون وخاصة الزهراوى أول من طور الآلات الجراحية وصنفوها حسب الحاجة اليها وطوروا طريقة الكى فى العمل الجراحى لما نستعمله اليوم .
وكانوا يعرفون تماما بعض الأمراض تنتقل بالعدوى مثل الجردى والكوليرا والطاعون كما انهم أول من وضعوا الامتحانات الطبية للأطباء ومنحهم شهادة تحت اشراف لجنة متخصصة تعيينها الحكومة وكانت أوائل مدارس الطب فى العالم الاسلامى أنشئت فى العصر العباسى مع عصر بن جعفر المنصور .